القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

من وصايا الإمام #

صفحة 114 - الجزء 1

  ذواتِ الأزواجِ من حليٍ ولا لباسٍ، ولا طِيْبَ أطيبُ من الماءِ للأبكارِ والحرائرِ، ولا تجالسْ إلا من تُجانِسُهُنَّ في البكارةِ والسِّنِ، وإنْ أُلجئْنَ إلى حديثِ النسوانِ رجعْنَ فيه إلى أَخواتِهنَّ فإنهنَّ أولى بهنَّ من سائرِ النسوانِ، وأحرى أنْ يكتمْنَ ما يوجبُهُ الأمرُ في المحاورةِ أشدَّ الكتمانِ.

  ولا يلبسْنَ شيئاً من الثيابِ المشهورةِ، ولا يْنفُرْنَ مِنْ كلِّ مَنْ يريدُ بصرَهُنَّ كلَّ النفرةِ، ولا يأنسْنَ به كلَّ الأُنسِ، ولا يَرْفَعْنَ أَصواتَهُنَّ بالكلامِ ولا الخصامِ، ويُعَظِّمْنَ حالَ أُمَّهاتِهنَّ، ويَرْعَيْنَ لَهُنَّ حُرْمَةَ أَبيِهنَّ، ويتعلمْنَ ما لا غنى للنساءِ عن تَعَلُمِهِ من العلاجِ، والصَّنْعَةِ من الغَزْلِ، وصَّنْعَةِ الطعامِ على أنواعِهِ، والخِرازةِ، وإنْ أمكنَ النَّسْجُ وصنعةُ الآنيةِ من التوارِ والأغطيةِ، والمناسفِ، والرباعِ والطحن، فهذا كلُهُ لا يُنْقِصُ ذواتِ المقدارِ من مَقاديرهِنَّ، ولا يَضَعُ منازلَهُنَّ من الرِّفْعَةِ، وقد كانتْ أمُّنَا فاطمةُ & تَغْزِلُ لنفسِهَا وبالأجرةِ، وتطحنُ النفقةَ، وتخدمُ البيتَ، بذلك قضى عليها النبي ÷ ولا شرفَ أعظمُ من شرفِها، ولا كرمَ على الله تعالى يوازي كرمَهَا.

  وهذا كلُّهُ بعد الإحاطةِ بكتابِ الله سبحانه وتعالى، ودرسِهِ، وحفظِهِ، والتفهمِ له، وتعلمِ أحكامِ الطهارةِ والصلاةِ وصورِهما ووضوئِهما.

  ثم ذكر الإمامِ # وصيته ونصائحه للمُضْرِباتِ عن الزواجِ، أو من لم يبقَ لّهُنَّ زوجٌ، فقال:

  وأما مَنْ أَضْرَبَتْ عنِ الزواجِ، أولم يَبْقَ لها زوجٌ فإنَّ لها بذلك مَزِّيةً، لأن مِنْ جداتِّها رضوانُ الله عليهنَّ مَنْ رَغِبْنَ عن الأزواجِ لِشَرَفِ نفوسِهِنَّ، وعُلُّوِّ هِمَمِهِنَّ،