الخطبة الثانية
  ففي الحديثِ المرويِّ عن خاتمِ الرسلِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَسَلَّمَ أنه قال: «من أخذ دينَه عن التفكرِ في آلاءِ اللهِ، والتدبرِ لكتابِ اللهِ، والتفهمِ لسنتي، زالت الرواسي ولم يزُل، ومن أخذ دينَه من أفواهِ الرجالِ، وقلدَهم فيه، ذهبت به الرجالُ من يمينٍ إلى شمالٍ، وكان من دينِ اللهِ على أعظمِ زوال».
  عبادَ الله: إن الإنسانَ قد يأتيه الكفرُ من حيث لا يعلمُ؛ فرُبَّ اعتقادٍ في غيرِ محله يودي بصاحبِه إلى النارِ والعياذُ باللهِ.
  - اللهم إنا نسألك الثباتَ والسدادَ والرشادَ، وحُسنَ الختامِ، اللهم اسلك بنا الطريقةَ المُثلى، واجعلنا على مِلَّتِكَ نموتُ ونحيا، واهدنا إلى الحقِّ، وإلى الطريقِ المستقيمِ، اللهم أرنا الحقَّ حقًّا، وارزقنا اتباعَه، وأرنا الباطلَ باطلاً وارزقنا اجتنابَهُ، وأحينا على ملة نبيئنا محمدٍ ÷ أبداً ما أبقيتَنا، واجعلْهُ الوارثَ منا، وبَلِّغْ في هذه الساعةِ المباركةِ روحَ نبيئنا وآلِ نبيئنا منَّا أطيبَ الصلواتِ وأتمَّ التبريكاتِ وسَلِّمْ تسليماً كثيراً، اللهم صلِّ عليه صلاةً دائمةً ناميةً لا انقطاعَ لأبِدها، ولا انتهاءَ لأمدِها، ولا حصرَ لعددِها يا أرحمَ الراحمين، اللهم وصل على أخيه وابنِ عمهِ أميرِ المؤمنين ويعسوبِ المتقين علي بنِ أبي طالبٍ، وعلى زوجتِه الحوراءِ فلذةِ كبدِ المصطفى، فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما الإمامين الشهيدين أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبدِ اللهِ الحسينِ وعلى مولانا الولي بنِ الولي الإمام زيدِ بنِ علي، وعلى إمام اليمنِ الميمونِ الهادي إلى الحقِّ القويمِ يحيى بنِ الحسينِ بنِ القاسمِ بنِ إبراهيمَ، وعلى سائرِ أهلِ بيتِ نبيئِك المطهرين دعاةً منهم ومقتصدين، وارضَ اللهم عن الصحابةِ الأخيارِ من الأنصارِ والمهاجرين والتابعين لهم بإحسانٍ وتابعي التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين، وارض عنا معهم بمنِّك وفضلِكَ يا كريمُ.
  ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، واجعلنا من ورثةِ جنةِ النعيم، واهدنا إلى الحقِّ وإلى طريقٍ مستقيمٍ، وثبتنا على دينك القويم،