الخطبة الأولى
الخطبة الأولى
فاجعة كربلاء
  في العاشر من محرم الحرام
  
  الحمدُ للهِ المتفضلِ بالإحسانِ لمن أطاعَهُ واتقاه، والمتوعدِ بالخسرانِ مَن خالفَهُ وعصاه، مثيبِ المؤمنين بالنعيمِ والخيرِ العميمِ، ومذيقِ العاصين مِن سمومٍ وحميمٍ، وظلٍّ من يحمومٍ لا باردٍ ولا كريمٍ، نحمدُهُ تعالى كما حمدَ نفسَهُ، وكما حمدَهُ الحامدون من جميعِ خلقِهِ، ونُثني عليه أعظمَ الثناءِ، إنه وليُّ النعماءِ، وكاشفُ الضرِّ والبلاءِ، وهو نِعْمَ المولى ونِعْمَ النصيرُ.
  ونشهدُ ألا إله إلا اللهُ الملكُ الحقُّ المبينُ، المنتقمُ مِن الظلمةِ والمستكبرين، والمنتصفُ للمظلومين والمستضعفين.
  ونشهدُ أن سيدَنا ونبيئَنا الشافعَ المشفعَ يومَ الدين، والمبلغَ عن ربِّ العالمين معالمَ الدينِ، محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الصادقُ الأمينُ، المبعوثُ رحمةً للعالمين، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ الطاهرين، وعِتْرَتِهِ المنتجبين من يومِنا هذا إلى يومِ الدينِ.
  أما بعدُ:
  عبادَ الله:
  إننا في هذه الأيام نعيشُ ولادةَ عامٍ جديدٍ أهَلَّ علينا هلالُهُ قبل أيامٍ، وانبلجَ فجرُهُ المشرقُ لهذا العامِ مستفتحاً أيامَهُ بمحرمٍ الحرامِ، إنه بدايةُ عامِ الهجرةِ، بدايةُ التحولاتِ والتغيراتِ الخالدةِ في طريقِ الدعوةِ.
  ونحن ومع مطلعِ هذا العامِ الجديدِ، ومع بزوغِ هلالِ محرمٍ الحرامِ لا ندري أَنُبَشِّرُ أنفسَنا ونهنيها بأعيادِ ذكرى الهجرةِ النبويةِ الخالدةِ؟ أم نُعزي الأمةَ