[تعظيم الباقر والصادق للإمام زيد $ وقولهما بإمامته]
[تعظيم الباقر والصادق للإمام زيد $ وقولهما بإمامته]
  فأما إعظام جعفر ومحمد بن علي @ قبله لزيد، ونشرهما فضله وتقدمه وسوابقه، وإظهار جعفر وأولاده $ القول بإمامته: فالحال فيه مشهورة ظاهرة عند أهل العلم من الموافقين والمخالفين، وإن جهد في كتمانها وإخفائها هؤلاء المعاندون:
  فمن ذلك: الخبر المشهور عن محمد بن علي # أنه قال - وأشار إلى زيد # - (هذا سيد بني هاشم إذا دعاكم فأجيبوه، وإذا استنصركم فانصروه).
  ومن ذلك: ما رواه أبو حمزة الثمالي - وكان له انقطاع إلى محمد بن علي - قال له: جمعت لك أحاديث كثيرة أحببت أن أعرضها عليك.
  فقال لي: (أخرجها)، فأخرجتها.
  فقال: (أرى معك أحاديث كثيرة لا يقوى عليها إلا صاحب الفسطاط - وأشار بيده -).
  فقلت: ومن صاحب الفسطاط؟.
  فقال: (ذلك الذي ترى - زيد بن علي # - قم بها إليه)، فقمت إليه وسلمت عليه، ثم قلت: معي أحاديث أحب أن أعرضها عليك.
  قال: فجعل يجيبني حتى أتيت على آخرها، ثم جعل يحدثني من قلبه حتى ظننت أني ثَقَّلتُ عليه، فأخذت نحو رحلي، فإذا هاتف يهتف بي، قال: أجب محمد بن علي، قال: فجئت، فقال: ما زلت أنتظر يا أبا حمزة، كيف رأيت زيد بن علي؟.
  فقال: ما رأيت في فتيان العرب مثل هذا.
  فقال: يا أبا حمزة، إن هذا سألني كتاب علي #، فقلت له: نعم، ثم أضرب عنه، ثم مر بي، فقلت: سألتني كتاب علي ثم أضربت عنه، فقال: سألتك كتاب علي فأغنى الله عنه، فأغضبني، فقلت له: بأي شيء أغناك الله عنه، قال: بالقرآن، قال فأسألك؟.
  قال: سل، قال: ففتحت كتاب علي # وأنا أسأله مسألة مسألة وهو يجيب بجواب علي # حتى انتهيت إلى آخره، فليس فينا رجل واحد يا أبا حمزة يشبه هذا الذي ترى.