[إبطال الروايات التي يحتجون بها على إمامته]
  يبين صحة هذا: أن النبي صلى الله عليه وآله قال «سيلي أمر أمتي رجل وهو ضال» مشيراً إلى معاوية ومن جرى مجراه لم يلزم ظاهر اللفظ أن أول من يلي أمر هذه الأمة ضال.
  فإن قال: في الآية ما يدل على خلاف ما قلتموه وهو قوله تعالى {تقاتلونهم أو يسلمون} فأخبر بأن الدعاء المراد بالآية هو الدعاء إلى قتال الكفار؟.
  فالجواب: أن اسم الإسلام لا يتناول البغاة و الفساق وهم عندنا غير مؤمنين ولا مسلمين، فسقط ما توهموه.
[إبطال الروايات التي يحتجون بها على إمامته]
  شبهة: قالوا قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبار دالة على إمامته، كخبر الأحجار التي وضعت في بناء المسجد، وخبر المرأة التي سألت النبي صلى الله عليه وآله عمن تجئه إذا لم تره فأشار إلى أبي بكر، ولما روي من قوله لأنس «ائذن له - يعني أبا بكر - وبشره بالجنة وبالخلافة من بعدي»، وقوله «اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر» وما جرى مجراها من الأخبار؟.
  جوابها: يقال لهم هذه الأخبار كلها أخبار آحاد، فلا يصح التعلق بها في هذه المسألة، وهي مع ذلك معارضة بأخبار هي بالقبول أولى منها، لأن هذه الأخبار مع أنها من أخبار الآحاد هي ضعيفة النقل، وفي أكثر ناقليها الطعن والغمز، واستدل بنقلها بعض مخالفي الشيعة.
  وليس هكذا الأخبار المعارضة لها، لأن أصحاب الحديث قد شاركوا الشيعة في نقلها وطابقوهم على روايتها.
  كخبر سلمان حين سأل رسول الله ÷ عن خليفته من بعده؟. قال له: «من كان خليفة موسى #؟» قال: يوشع، قال: «فمن كان خليفة عيسى #؟» قال: شمعون، قال: «فإن خليفتي علي بن أبي طالب».
  ومثل ما روي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: «أنت وصيي، وقاضي ديني، وخليفتي من بعدي».
  ومثل حديث بريدة «أن النبي صلى الله عليه وآله أمره بالتسليم عليه بيا أمير المؤمنين».