فصل: في بيان ما يعتبر في الإمامة من الفضل وحال الأفضل
الكلام في التفضيل وما يتصل بذلك
  اعلم أن هذا الباب مشتمل على مسائل كثيرة، وهو يحتمل كلاماً طويلاً، واستيفاء ذلك يخرجنا عن الغرض المقصود، ولكنا نذكر من ذلك الجملة التي نحتاج إلى معرفتها في بيان ما قصدنا بيانه في هذا الكتاب، وهو يتضمن من فصول: -
  منها: الكلام في ما نعتبره من الفضل وحال الأفضل في الإمامة.
  ومنها: الكلام في أن الأفضل هو الأولى بالإمامة، وأن العدول عنه إلى المفضول لا يجوز بوجه من الوجوه.
  ومنها: الكلام في أن أمير المؤمنين # أفضل الصحابة باطناً وظاهراً.
  ومنها: الكلام في أن الحسن والحسين @ كانا أفضل الأمة بعد أبيهما #، وأن لأولادهما بولادة رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضيلة التي يُستحق بها المدح والإجلال ما ليس لسائر الناس، ونحن نذكر هذه الفصول ونبين شرحها، ونورد الأدلة المعتمدة فيها، بعون الله وتوفيقه.
فصل: في بيان ما يعتبر في الإمامة من الفضل وحال الأفضل
  اعلم أن الفضل الذي يعتبر في باب الإمامة هو اختصاص الرجال بالخصال التي لها مدخل في الأمور التي يحتاج لأجلها إلى الإمام، وجميعها فيما يستحق بها المدح، إلا أنها تنقسم قسمين:
  فقسم يستحق به مع المدح التعظيم والإجلال في باب الدين على ظاهر الحال دون باطنها، وهذا كالعلم بأصول الدين وفروعه، وكالزهد والعبادة، وكالرغبة في الجهاد، ومنابذة الظالمين، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنما يراعي في جميع هذه الخصال الظاهر من حال الإنسان دون الباطن، وإذا كانت الأدلة قد دلت في بعض الأئمة أنهم كانوا أفضل الأمة في جميع هذه الخصال ظاهراً وباطناً كأمير المؤمنين والحسن والحسين À وسلامه قطع على أنهم أفضل.
  والقسم الثاني: يستحق عليه المدح فقط، وهذا كالشجاعة وثبات القلب، وكالعلم بالسياسات وحسن الضبط، والتأني لذلك والصبر عليه، وكالسخاء بالأموال في مواضعها، وكالقرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله، فهذه الفضائل التي يعتبر بها في باب الإمامة، ومن كان أجمع لها من