ومن سورة إبراهيم
ومن سورة إبراهيم
  ١٠٧ - وسألته عن قول الله سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ٢٨}[إبراهيم: ٢٨]؟
  فقال: هم قوم أنعم الله عليهم، وكفروا أنعمَ الله ولم يشكروه، وبدلوا مكان الشكر كفرا، فأتبعهم بكفرهم على ذلك، فهلكوا كلهم بأسباب رؤسائهم.
  ١٠٨ - وسألت عن قول الله سبحانه: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}[إبراهيم: ٤٨]؟
  تأويل تُبدَّل: هو تُغَيَّر، وتغييرها هو: نسف ما على وجهها من الجبال، وبعثرة ما فيها من القبور، وبعثرة القبور فهو: إخراج ما فيها من الموتى، وردهم بعد الفناء أجساماً و أحياء، وتسوية تفاوتها ودكها دكاً، كما قال الله العلي الأعلى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ...} إلى آخر الآية. وتبديل حالها: تسوية خلقها، وعدل متفاوتها، وقشع أوساخها، وتجديد بهجتها، واستواء أقطارها، حتى تكون الأرض مستوية فيحاء، معتدلة الأرجاء، لا تفاوت فيها ولا اختلاف، بل تكون في ذلك اليوم كلها على غاية الاستواء والائتلاف، لا يرى شيء من آلة الدنيا فيها، ولا أثر فعل من أفاعيل الدهر عليها، فهذا تبديلها وتغييرها. وكذلك تبديل السموات فهو: رد الله لها إلى ما كانت عليه في الابتداء، ثم يردها على ما هي عليه