ومن سورة الحجر
ومن سورة الحجر
  ١٠٩ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ١٢}[الحجر: ١٢]؟
  فهو: يدخله ويبينه في قلوبهم حتى يوقنوا به، وتبيينه في قلوبهم فهو: بالحجج النيرة البالغة، التي نزلها مع نبيه ÷، حتى يثبت بها الحق عليهم، وتشهد عقولهم أنه حق، فإذا كابروا بعد ثبات الحق نزل بهم العذاب، وذلك قوله سبحانه: {لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ} وأما قوله: {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ١٣}[الحجر: ١٣] فهو: منهاجهم وسبيلهم، والمعنى الذي هلكوا به فهو: التكذيب بآيات الله.
  ١١٠ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ٩٠ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ٩١}[الحجر: ٩٠ - ٩١]؟
  فقال: معنى قوله {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ٩٠} يريد: أنا ننزل بهؤلاء من اللعنة والفضيحة، والحكم بالكفر، والوعيد بالنار في الآخرة، من بعد الهتك لهم في الدنيا، مثل ما أنزلنا بالمقتسمين، فقامت {عَلَى} مقام (الباء)، والمقتسمون فهم: الذين كانوا يقتسمون بالأزلام من قريش وأتباعها، وهؤلاء الذين مُثِّلوا بالمقتسمين، فهم من عصى الله ورسوله وبغى وطغى، ممن عصى بعد أولئك وأساء، واجترأ على الله ورسوله، واستهزء بدينه، وأحسب - والله أعلم - أنهم النفر الذين