ومن سورة الحجر
  أستهزؤا بأمر الله وبرسوله في غزوة تبوك، وهم الذين قالوا: {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}[التوبة: ٦٥] فأكذبهم الله، وأنزل فيهم: {وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ}[التوبة: ٧٤] فدعاهم بذلك كافرين، ومعنى قوله: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ٩١}[الحجر: ٩١] فهي كلمة كانت قريش تقولها، وتهزؤا فيها بالنبي ÷ وبالقرآن، كانوا إذا قرأ عليهم القرآن ووعظهم، قالوا: يعضنا بقراءته، فيقلبون الظاء ضادا، استهزأ وعبثا وجرأة على الله وكفرا، فأخبر الله سبحانه بما أنزل عليهم وفيهم من السخط والغضب، وأبدا من فضيحتهم، وأطلع عليه نبيهم من سرهم، وأنزل فيهم هذا العيب في القرآن، فهذا معنى قوله: {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ ٩٠}.
  ١١١ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ٢٦ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ٢٧}[الحجر: ٢٦ - ٢٧]؟
  فقال: الصلصال هو: الطين اليابس الذي يتصلصل، و يتقعقع إذا أصاب بعضه بعضا، والحمأ المسنون فهو: الطين المتغير اللون الريح، يقول سبحانه: خلقنا الإنسان من طين هذه خلقته، وأما الجآن فهم الجن، فذكر سبحانه أنه خلقهم من نار السموم، ونار السموم فهي: مارج النار، ومارجها فهو: اللهب المنقطع في الهواء، الذي ينفصل ويخرج من لسان النار عند تأججها، ومعنى قوله {السَّمُومِ ٢٧} فهو: