تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الحجر

صفحة 265 - الجزء 1

  الهائل المسموم، والمسموم فهو: الذي فيه التلف لمن قاربه وداناه، لما فيه من الحر والإحراق، ومن ذلك اشتق للريح التي تضرب بمثل النار اسم السموم، فسميت: سموماً، إشتق لها الإسم من نار السموم، لما فيها من الأذى، والحرارة والقذاء، حتى ربما قتلت من نصيبه هذه الريح - ريح السموم - فأهلكته.

  ١١٢ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ٢٢}⁣[الحجر: ٢٢]؟

  فقال: معنى قوله: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ} فهو: رفعت السحاب وأقلته، ومعنى {لَوَاقِحَ} فهي: القوية ذات السلطان الشديد، المنفذة ما تريد، والعرب تسمي كلما نفذ لقاح، تقول: لقد ألقح فلانا بما يريد، أي: أنفذه وأمضاه، فلما أن كانت السحاب منفذة لما أمرت به، سميت لواقح، ومعنى قوله: {بِخَازِنِينَ ٢٢} أي: لستم له بحافظين، ولا ممسكين في الأرض، ولولا لزوم الله له، وإثباته إياه في الأرض، وخزنه إياه لكم في بطنها، إذاً لأصبح غورا، ولما وجد إذاً في الأرض منه شيء.

  ١١٣ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢١}⁣[الحجر: ٢١]؟

  معنى ذلك: أنه ليس من شيء إلا وهو مقتدر عليه، يفعل ما يشاء ويبسط