تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة النحل

صفحة 272 - الجزء 1

  أن يرزق نفسه، إذ كانوا كلهم لا ينبتون زرعا، ولا يفلقون في الأرض نوى، ولا ينزلون عيناً، ولا يخلقون أنعاما، فلما أن كانوا كذلك في الضعف عما ذكرنا، كان المالك والمملوك في اجتلاب الرزق إلى نفسه من دون الله سواء.

  ١٢٠ - وسألته عن قول الله سبحانه: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ٤٨}⁣[النحل: ٤٨]؟

  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه عن عظيم الآية التي جعل، وكثير دلائله التي أنزل، في الظلال، من تفيئها بالغدو والآصال، فيكون القمر بالغدو شرقا وبالعشي غرباً، ينقلب بقدرة الله فيما جعل من مسير الشمس في فلكها، وتقلبها بقدرة الله في حورها، ومعنى {سُجَّدًا} فهو: مُسجدا لمن اعتبر به (من المؤمنين، وعقل ما فيه من آيات رب العالمين)، وقد تقدم شرح سجود الأشياء في غير هذه المسألة، ومعنى {دَاخِرُونَ ٤٨} فهو: صاغرون مضطرون بما في الذي أسجدهم من الحجج لله والدلائل عليه، لا يجدون بدا من الإقرار به والمعرفة له.

  قال الهادي إلى الحق ~: سألني إبني محمد ¥ عن هذا المسائل فأحببت أن اثبتها في هذا الكتاب.