تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة مريم

صفحة 309 - الجزء 1

  يقول: نعمة ورياشا، والأثاث ما ينتفع به من الفرش والآلة، وما يحتاج إليه، الخلق في منازلهم وديارهم. معنى {وَرِئْيًا ٧٤} فهو: نعمة ومنظر، يقول: أحسن منظرا، وأهيأ خلقا منهم.

  ١٤٥ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ٨٣ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ٨٤}⁣[مريم: ٨٣ - ٨٤]، فقلت: ما الحجة في ذلك عليهم، ولم يعذبهم إذ كان هو المرسل لهم؟

  فمعنى الإرسال من أرحم الراحمين، لمن ذكر أنه أرسله من الشياطين هو: التخلية من الشياطين، والكفرة الفاسقين، وترك الحول بينهم وبينهم، لأن الله لا يوقع الخذلان بأحد ممن عصاه من الإنسان، إلا من بعد تركه للطاعة والتقوى والإيمان، ومن رُفع عنه التوفيق والإحسان، وقع عليه ولزمه الخذلان، فآذته الشياطين، {وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ٣٨}⁣[النساء: ٣٨]، والأز من الشيطان فهو: الإغواء والوسوسة للكافرين والتدلية من دلاه، أوقعه بغرور فيما يريد. وهو من إدلاء الدلو لهم فيما يكون به عذابهم يوم الدين.

  فهذا معنى إرسال الله للشياطين، لا ما يتوهم عليه من ضعف من الجاهلين.