تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة لقمان

صفحة 376 - الجزء 1

  يُوقف عليه بحاسة، ولا يعلم إلا بالمعرفة بالله والإيقان، من دفع نوازل الشرور عن العباد في آناء الليل والنهار، وما يصرف عنهم من البلوى، ويقيهم من آفات الدنيا، وهم لا يعقلون ذلك ولا يفهمونه، (ولا تتأت رؤيته بحاسة من حواسه فيفهمونه)، والله يفعله لهم من حيث لا يعلمون، ويتولى الصنع لهم فيه وهم غافلون.

  ثم أخبر سبحانه بخبر من يجادل في الله بغير علم، فهي: مجادلة الجهال للعلماء في أمر الله، ومعارضتهم لهم فيما لا يعقلونه من قول الله، فيخطئون أكثر مما يصيبون، ويأثمون ولا يؤجرون، إذ كانوا في أمر الله يحكمون، وينطقون بما لا يعرفونه ولا يعقلونه، وهم يخبطون فيه بجهالتهم، ويتكلمون فيه بمحالهم، يثبتون ما نفى الله، وينفون ما يثبت الله، ويحكمون بغير حكم الله، ويُجِّهلون العلماء بالله، ويزعمون أن الصواب في خطأ قولهم، وأن الخطأ ما جاء به العلماء، فذمهم على ذلك تبارك وتعالى وأخبر بجهلهم، وسوء نظرهم لأنفسهم.