ومن سورة السجدة
  ١٨٩ - وسألت عن قول الله سبحانه: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا}[السجدة: ١٣]؟
  وكذلك الله تبارك وتعالى يخبر عن قدرته، ويخبر أنه قادر على ذلك، والمعنى: أنه لو أراد أن يخبر الخلق على الإهتداء، ويدخلهم كلهم في الطاعة والهدى، بالقسر لهم فيه جبرا، والجبر لهم في ذلك قسرا، لفعل سبحانه بهم ذلك، حتى يكونوا في جميع الأمر كذلك، غير أنه سبحانه لم يرد إدخالهم في طاعته وهداه جبرا، ولم يرد إخراجهم من معاصيه ﷻ قسرا، بل أمرهم سبحانه تخييرا، ونهاهم تحذيرا، وكلفهم يسيرا، وأعطاهم على قليل كثيرا، أراد أن يطيعوه مختارين بالإختيار لا بالجبر لهم، وكذلك معاصيهم بالإختيار منهم كانت فيهم ومنهم، لا بقضاء شيء من ذلك سبحانه عليهم، حكما من الحكيم الرحمن، ورأفة منه في ذلك لكل إنسان، وتميزا منه بذلك بين أهل الطاعة والعصيان، ليستحق كلٌ باختياره جزاء فعله، وليجد ما قدم من خير أو شراً بإختياره غدا عند ربه، قطعا منه ﷻ، عن أن يحويه قول أو يناله، لحجج خلقه عنه، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}[الأنفال: ٤٢].
  ١٩٠ - وسئل عن: {الْعَذَابِ الْأَدْنَى}[السجدة: ٢١]؟