تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الأحزاب

صفحة 390 - الجزء 1

  والأرض تمييزا وفهما يفهمن به قدر الأمانة، ثم عرضت عليهن الأمانة لأبينها وأشفقن منها، ومعنى عرض الأمانة عليهن، فهو: التكليف لحمل موثقها، يقول: لو كلفناهن حمل وثائق الأمانة، لأشفقن من نقضها، وأشفقن من خيانة ما فيها، ولم يفعلن بعد المعرفة والتمييز لها، ما يفعله الإنسان من الإقدام على نقضها، والغدر بمؤكدات مواثيقها، وحمل إثمهما، وجليل سخط الله في نقضها، وحمل الإنسان لها فهو: حمل إثم الغدر بها، والارتكاب لسخط الله فيها، {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ٧٢}، يقول: إن الإنسان ظلوم لنفسه جهول في الإقدام على معاصي الله، بما عليه في ذلك عند الله.

  قال: قد يخرج معنى هذا على طريق المثل، أنه لو كان في السموات والأرض