ومن سورة فاطر
  ٢٠٨ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ١٣}[فاطر: ١٣]؟
  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه بأن الأمر كله والحكم له وبيده، أن كل من يُدعا من دونه لا يملك قطميرا، والقطمير فهو: الأمر الصغير الحقير، الذي لا يكون له وزن، وهو مثل النقير والفتيل، وقد قيل: إنه أيسر منهما وأخف، فأخبر سبحانه أنهم لا يملكون من الأمر شيئا، لا نصرا لأوليائهم، ولا عونا ولا تفريجا عنهم، ولا عونا يقاس بهذا القطمير فضلا عن غيره، فهذا معنى ما ذكر الله من القطمير ومثله.
  ٢٠٩ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ١٩ وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ ٢٠ ...} إلى قوله: {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ٢٢}[فاطر: ١٩ - ٢٢]؟
  فقال: هذا أمثال ضربها الله ø للحق والباطل، والدين والكفر، فجعل الباطل والمبطل كالأعمى والظلمات، والحرور والأموات، وجعل الحق والمحقين كالبصير والنور، والظل والإحياء، ليعتبر بذلك المعتبرون، ويميز بين ذلك المميزون.
  وأما قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ} فهو: إثبات لقدرته تبارك وتعالى على ما يشاء.