تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة يس

صفحة 413 - الجزء 1

  ٢١٤ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ ٧٤ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ ٧٥}⁣[يس: ٧٤ - ٧٥]؟

  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه بخطأ المشركين في أنفسهم، واتخاذهم من دونه ما لا يضرهم ولا ينفعهم، وجَعلِهم لهم آلهة يعبدونهم من دون إلههم، ثم أخبر أنهم لا ينصروهم، ولا يستطيعون ذلك فيهم ولا في أنفسهم، ثم قال: {وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ ٧٥} يقول: الآلهة التي يعبدونها من دون الله لا تنفعهم ولا تضرهم، في شيء من أمورهم، وهم مع ذلك للآلهة {جُنْدٌ مُحْضَرُونَ ٧٥} يقول: مجتمعون على عبادتهم، وعلى التذلل والخشوع لهم، كتخشع الجند لمالكهم، فشبَّه اجتماعهم على آلهتهم، وعبادتها من دون ربها باجتماع الجند لمالكهم، فسمَّاهم بفعلهم وتذللهم وتخشعهم للآلهة: جندا، وهم لا يجدون عندهم مع ذلك مضرة ولا نفعا.

  ٢١٥ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٨٣}⁣[يس: ٨٣]؟

  فقال: معنى قوله {فَسُبْحَانَ} يقول هو: جلَّ وعَظُم، وتقدس وكَرُم، {الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} فهو: الله بيده كل شيء وأزمتها، وقدرته جارية عليها بأسرها.

  ٢١٦ - وسألت: عن قوله: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٧} ... إلى: {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ١٠}⁣[يس: ٧ - ١٠]؟