ومن سورة الصافات
  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه عن مخبر، يريد خبرا عما كان فيه أهل الدنيا، من الكفر والتكذيب، فأخبر عن هذا المخبر أن المؤمن سيقول هذا القول، يخبر به عن قرينه، الذي كان يصده عن التصديق بوعد الله ووعيده، وبعثه لخلقه من قبورهم بعد موتهم وزوالهم، فأخبر أنه كان يقول: أئنك لتصدق بما يقول به محمد، من أنك تبعث بعد موتك؟! هذا ما لا يكون، لن تبعث بعد الموت ولن ندان، ومعنى تدان فهو: نجازى على أعمالنا ونحاسب، فكان المؤمن مصدقا بما كذب به الكافر، غير مطيع له في قوله، ثم ذكره في الآخرة، فأحب أن يدري أين صار، فأطلعه الله على أمره، وأراه موضع محله من النار، وسوء القرار والدار، وذلك قوله ø: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ٥٥ قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ ٥٦}[الصافات: ٥٥ - ٥٦] يقول: كدت أن تهلكني بما كنت تغويني به في الدنيا، وتأمرني أن أكفر بربي، فلو لا رحمة الله لي لكنت من المحضرين في العذاب معك، غير أن رحمة الله تخلصني مما أوقعت فيه نفسك، إذ كنت بوعيد الله من المكذبين، وكنت أنا بوعيده من المصدقين.
  ٢٢٣ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ١٢٣ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ ١٢٤ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ١٢٥}[الصافات: ١٢٣ - ١٢٥]؟
  فقال: و الياس صلى الله عليه نبي مرسل، عاتب قومه وزجرهم عن عبادة هذا الصنم، الذي يعبدون من دون الله الذي، اسمه بٌَعل، عل فقال صلى الله عليه: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} أي: صنمكم هذا، فمعنى {أَتَدْعُونَ} هو: تعبدون وتطيعون هذا