ومن سورة ص
  إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٣٠}[البقرة: ٣٠] يقول: إني أعلم من بركته، وبركة ما يخرج منه من المطيعين، ما لا تعرفونهم ولا تفهمونهم منهم، مَن لولاه ما خلقته، ولا خلقت الدنيا، محمد ÷، السراج المنير، البشير النذير، ألا ترى كيف قال: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ٧١ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ٧٢}[ص: ٧١ - ٧٢]، ومعنى {فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ٧٢} فهو: قعو من أجل ما أظهرت فيه من عظيم صنعي ساجدين، فلما أن كان السجود من سبب آدم، جاز أن يقول: قعوا له، وإن الوقوع والسجود لله من دونه، ولكن هذا على مجاز الكلام، كما قال: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا}[يوسف: ٨٢]، والقرية لا تسأل وإنما يسأل أهلها، فلما كانت القرية من سبب أهلها، قال: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}.