ومن سورة البقرة
  التذكرة، ولا التخويف ولا الترغيب، فهي على ما يعمل فيها من التذكير، والوعظ والتخويف، أقسا وأشد من الحجارة، على ما يعمل فيها الماء الخارج منها، المشقًَق لها.
  {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} يقول: لو كان فيها من العقل والتمييز والفهم، لما يراد منها ما فيكم هبطت من خشية الله، وهبوطها فهو تهدمها وتقلعها وسقوطها، وأنتم فيكم من ذلك ما قد جعل، وليس يصدكم عن معاصي الله، ولا يردكم إلى طاعة الله.
  ٢٠ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ٣٤}[البقرة: ٣٤]؟
  فإبليس لعنه الله أُمر بالسجود، كما أمرت الملائكة فأطاعت وسجدت، وكفر واستكبر على آدم صلى الله عليه، والسجود فإنما كان لله ø لا لآدم، وإنما قال {اسْجُدُوا لِآدَمَ} أي من أجل آدم، وما أظهرت فيه من عجائب الصنع والتدبير، وعظيم الفعل والتقدير.
  ٢١ - وسألت: أرشدك الله عن قول الله سبحانه: {فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ}[البقرة: ٢٢٢] فقلت: أي موضع أمر أن يؤتين فيه؟
  وهو أعانك الله أقبالهن لا أدبارهن، لأن الله سبحانه يقول: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[البقرة: ٢٢٣] والحرث الذي أمر الله ø