تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة غافر

صفحة 9 - الجزء 2

  ٢٤٦ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ} ... إلى قوله: {وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ١٩}⁣[غافر: ١٨ - ١٩]؟

  فقال: الآزفة فهو: الهاجمة الواقعة، السريعة الهجوم والنزول بأهلها، وهي يوم القيامة والساعة الهاجمة على الخلق، {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} يقول: من شدة الهول والأمر العظيم الذي يعاينون، قد ارتفعت قلوبهم حتى قاربت حناجرهم، من الفزع المفزع، والروع المفظع، {كَاظِمِينَ} فهو: سكوت كاظمون، والكاظم فهو: الصامت الذي لا ينطق، يقلب عينيه ويستمع، لهول ما فيه قد وقع، {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ} يقول: ما لهم من ولي ولا قريب ينفعهم، لا طفل في طفوليته، ولا أحد مؤمن ينتسب الظالمون إليه، يطمعون في ذلك اليوم عنده بمنفعة، ولا يطمع هو لهم بخلاص من النقمة، فهؤلاء هو الحميم، يريد القريب المناسب، {وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨}، يقول: ليس في ذلك للظالمين شفيع يجيب الله دعوته، ولا يجيز في الظالمين شفاعته، فهذا معنى يطاع، أي: يعطى أمنيته فيهم فيجاب، وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ٢٨}⁣[الأنبياء: ٢٨].

  {خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ}، معناها ما تشير به الأعين وتومئ به، فأخبر سبحانه أنه