ومن سورة محمد
  الله خالقها وخالق غيرها، وذلك قوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ٩}[الزخرف: ٩]، وكل أمة فقد كانت لها أعمال ترى أنها أفضل الأديان، من عباده الشمس والقمر والنجوم والأنصاب والأوثان.
  ومنهم من كان يعبد الملائكة المقربين، ويزعمون أنهم يريدون بذلك التقرب إلى رب العالمين.
  ومنهم من كان يعبد اللات والعزى وهما قبتان كانتا بالطائف ونخلة، فأخبر الله أن ذلك كله بور حابط، وأنه لكل شيء محبط وإحباطه إياه فهو: حكمة بالبطلان والبور، وجعله إياه سبحانه: {هَبَاءً مَنْثُورًا ٢٣}[الفرفان: ٣٢]، لا يرفع منه قليل ولا كثير، ولا ينتفعون منه وإن جهدوا فيه بحقير ولا خطير، إذ ذلك عند الله كفر وشرك وله جحدان، وأنه لا يرضى من أحد من خلقه بغير الإخلاص له والإيثار، وترك عباده كل ما كانوا دونه يعبدون، ورفض ما كانوا يؤثرون، فأما وعبده لمن بقي من بعد أولئك، ممن يدعي الاسلام، وينتحل دين محمد #، فقوله: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٢٧}[المائده: ٢٧]، فأحبر أن أعمال من كان غير متقي، وكان من أهل الاجتراء والمعاصي، وكان مقرا بالتوحيد غير مقبولة ولا مرفوعة ومن كان عارفا بما جاء به الرسول قائما بفرائض ربه، مؤديا لكل أمره، غير مقارف للمظالم والعصيان، ولا داخل في كبائر ما نهى عنه وذو المن والسلطان، فإن