تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة البقرة

صفحة 154 - الجزء 1

  ٢٧ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ}⁣[البقرة: ٢٢٨] فقلت: ما ذلك الذي بعولتهن أحق بردهن فيه؟

  وهذه الآية نزلت في رجل من الأنصار طلق زوجته، ثم أراد مراجعتها فأبى عليه أولياؤها، فأنزل الله هذه الآية يخبر أنه أحق بها من غيره.

  وأما قوله: {فِي ذَلِكَ} فقد يحتمل أن يكون يريد العدة وأيامها، وما دامت في أقرائها، ويحتمل أن يكون معنى قوله: في {ذَلِكَ} أي: بذلك، يريد الأمر الذي يَمَتُّ به زوجها إليها من النكاح والحرمة والمصاحبة، والخلة والولد والرغبة، فيقول: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} لذلك الأمر الذي كان أولا والسبب الذي كان بينهما من المداناة والإفضاء، فليس لكم أن تمنوعهما من التراجع إن أرادا الإصلاح والإتفاق والائتلاف والاهتداء.

  ٢٨ - وسألت عن قول الله سبحانه: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}⁣[البقرة: ٢٧٢]؟

  (والمعنى في هذه الآية والأولى واحد وإن اختلف التفسير)، معناها أنه