تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة ق

صفحة 82 - الجزء 2

  حبه، فأراد: وأشربوا في قلوبهم حب العجل، فطرح حبه، وأقام العجل مقامه، إذ كان من سببه.

  يقول الشاعر:

  ألا إني سقيت أسود حالكا ... الأبجلي من الشراب الأبجلي

  فقال: سقيت أسود، والأسود لا يسقاه أحد، وإنما سقي سم الأسود، فطرح السم وأثبت الأسود مكانه، إذ كان من سببه، والشاهد على ذلك من كتاب الله سبحانه أيضا: قوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}⁣[يوسف: ٨٢]، والقرية فإنما هي: البيوت والأبنية، وليس شيء من هذا يخاطب ولايسأل، وإنما أراد أهل القرية وساكنها، فطرح الأهل والساكن إذ كانوا من سبب القرية، وأثبت القرية، وكذلك قوله: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ} أرد لخزنة جهنم، فطرح الخزنة إذ كانوا من سبب جهنم، وأثبت جهنم، فجاء المعنى كأن المخاطبة لجهنم، وإنما المخاطبة لخزنتها والقومة بها.

  ٣٠٢ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ٣١ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ٣٢ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ٣٣}⁣[ق: ٣١ - ٣٣]؟

  فقال: {أُزْلِفَتْ ١٣} معناها: كرمت وشرفت، وقربت منهم وقربوا منها، وهذا