تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة ق

صفحة 83 - الجزء 2

  مشتق من الزلفى، والزلفى فهي: الكرامة بالخلاصة العالية، معنى {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} فهو: خشية في الغيب، والغيب فهو: ما غاب عن الناس واستتر، من ضمير القلوب، أو عمل مستور، ومعنى {وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ٣٣} فهو: جاء يوم القيامة بقلب نايب راجع، وقد رجع في دنياه إلى الله وأناب إلى طاعة الله، (فكان لها في دنياه من العاملين، ورجع إلى الله وهو من المنيبين المكرمين).

  ٣٠٣ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ} ... إلى قوله: {وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧}⁣[ق ٣٦، - ٣٧]؟

  فقال: معنى {فَنَقَّبُوا} هو: ركضوا فهربوا خوفا من العذاب، فلم يفدهم ذلك، ولحقتهم من الله النقم والمهالك، معنى: قوله {هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ٣٦} هو: هل وجدوا من الله محيصا؟! ومعنى {مَحِيصٍ ٣٦} فهو: مهرب وملجأ يحيصون إليه، أو يرغبون إليه، أو يلتوون نحوه، {لَذِكْرَى} يقول: تذكرة وعبرة، {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ} أي: من كانت له فكرة ونظر واستعمال للتمييز بعفله إذا أفكر، معنى: {أَلْقَى السَّمْعَ} فهو: ألقى بالطاعة إلى الله ورسوله، فسمع لأمر الله وأطاع، وكان لأحكام الله ذا قبول واتباع، {وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧} يقول: شاهد لله بالحق، قائل فيه بالصدق يشهد أن ماجاء به نبيه من الله، وأنه أنزل بأمر الله، وأنه من عند الله.