ومن سورة الذاريات
  ٣٠٥ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ٧ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ٨ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ٩ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ١٠ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ١١}[الذريات: ٧ - ١١]؟
  فقال: {الْحُبُكِ ٧} هو: الاستواء والانحباك، والمنحبك من الأشياء فهو: المعتدل المستوي، الذي لا اختلاف فيه ولا افتراق، {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ٨} يقول: إنكم لفي آراء وأقاويل مذاهب مختلفة لا يجتمعون على الحق، ولا يقولون ما يجب، من كلمة الصدق، {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ٩} معنى: {يُؤْفَكُ} فهو: يعجز عن قول حقه، وإتباع صدقه، من عجز، والعاجز هاهنا من قبوله فهو: المكذب بما سمع من قيله، {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ١٠}: معناها: لعن الخراصون، والخراصون: فهم الكاذبون المتقولون على أهل الحق بالباطل، الذين ينطقون فيهم من المنكر ما ليس فيهم، ويقولون بالمحال والكذب عليهم، {فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ١١} أي: في غفلة، وبحور جهالة، {سَاهُونَ ١١} أي: معرضون غافلون عما يجب عليهم في تكذيبهم، وعما هو نازل بهم من العقوبة على كفرهم.
  ٣٠٦ - وسألته عن قول الله سبحانه: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ١٢ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣}[الذريات: ١٢ - ١٣]؟
  فقال: معنى {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ١٢} هو: إخبار من الله عن قولهم، وذلك أنهم كانوا يقولون: أيان يوم الدين؟ ومعنى {أَيَّانَ} أي متى يوم الدين؟ وأيُّ يوم الدين الذين تصف يا محمد؟ والدين فهو: الجزاء، فقال الله تبارك وتعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣}، يريد: هذا اليوم الذي يسألون عن وقته، ويكذبون بك وبه، هو: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣} ومعنى {هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣}: