ومن سورة الذاريات
  هم في النار يفتنون فقامت {عَلَى} مقام (في)، ومعنى {يُفْتَنُونَ ١٣} فهو: يعذبون، فأخبر الله أن يوم الدين يوم عذابهم في النار وخزيهم، وحين ملاقاتهم لسؤ فعلهم.
  ٣٠٧ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ٢٢ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ٢٣}[الذاريات: ٢٢ - ٢٣]؟ فقال: يريد أن في السماء، ومن السماء ينزل الماء الذي منه، وبه حياة كل شيء، وصلاح أرزاق كل شيء، من الثمار والأشجار والزروع مما يأكله الأنام، ويعيش به سوائم الأنعام، {وَمَا تُوعَدُونَ ٢٢} يخبر أن من السماء ينزل عليهم كل وعيد، من العذاب الفادح الشديد المهلك العتيد، ثم أقسم سبحانه أن كل ما ذكر وعذر لنا، وخبر من التعب والحساب والثواب والعقاب، وهبوط الأرزاق، حق كما أنكم تنطقون حقا لا شك فيه ولا إمتراء.
  ٣٠٨ - وسألته عن قول الله سبحانه: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ٢٤} إلى قوله: {أَلَا تَأْكُلُونَ ٢٧}[الذاريات: ٢٦ - ٢٧]؟ فقال: ضيف إبراهيم هم الملائكة التي أرسلها الله إلى لوط ننجيه وأهله، وتهلك قومه الذين يعملون السيئات، أتوا إلى إبراهيم بديا، فقالوا: سلاما، سلموا عليه فرد $، ثم قال: {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ٢٥} أي: لا يعرفكم من أهل دهرنا، ونحن ننكر حليتكم وصوركم، {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ} يقول: عطف إلى أهله ومنزله، {فَجَاءَ} - إلى القوم - {بِعِجْلٍ سَمِينٍ ٢٦} مشوي يطعمهم إياه، فوضعه بين أيديهم، ثم قال: {أَلَا تَأْكُلُونَ ٢٧} فلما رأى - صلى الله عليه - أيديهم لا تصل