ومن سورة النجم
  رجع الخبر إلى محمد #، يقول: ما طغى في ما خبركم به عن ربه، ولا دخله في ذلك أشر ولا يغى، بل قد صدقكم عما أبصر ورأى.
  {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ١٨} يقول: لقد رأى من جبريل في هذه الصورة، مرة بعد مرة، آية من آيات الله العظمى، لا يشبهها شيء من الأشياء. {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ١٩}، اللات هي: قبة كانت بالطائف، والعزى فهي: أُخرى كانت لهم ببطن نخلة، على مرحتلين من مكة، كانوا يزينوها بالجواهر والذهب والفضة، والثياب الحسنة، وكانوا يعبدونها كما يعبدون الأصنام، ويرونها أعظم قدرا من الأصنام.
  {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ٢٠} فهو: كان لهم على الكعبة، فعنفهم الله في عبادته مثل ذلك، يقول أرأيتم ما تعبدون من هذه؟ لأي معنى تعبدونه؟ ولأي شيء تتخذونه إلها من دون الله؟ وهن لا ينفعنكم ولا يضررنكم.
  {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى ٢١ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ٢٢} هذا في ما كانوا يزعمون من أن الملائكة بنات الله إناث، وأن لهم هم البنين الذكور، فقال الله: أيُّ حكم هذا أو عدل عندكم؟! أن تجعلوا لربكم البنات وتجعلون لأنفسكم البنين؟ هذا إذا قسمة ضيزى، والضيزى فهي: الجائر الفاسدة، التي لم تقع على عدل، ولا على حق.