تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة النجم

صفحة 110 - الجزء 2

  {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ} وكذبٌ كذبتموه على الله، لم ينزل به سلطانا، والسلطان، فهو: الحجة والدليل والبرهان، {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} يقول: إن يتبعون فيما يسمون ويذكرون، إلا هوى أنفسهم، وظنا منهم بلا حقيقة ولا بيان.

  {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ٢٣} يقول: قد جاءهم من الله نفي ذلك على لسان نبيه، وبان لهم طريق الهدى، والحق والتقوى.

  ٣٢٠ - وسألته عن قول الله سبحانه: {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى ٢٤} ... إلى قوله: {لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ٢٦}⁣[الطور: ٢٤ - ٢٦]؟

  فقال: {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى ٢٤} يقول: هل يكون للإنسان ما تمنا؟! هل يأتيه ويستوي له تمنيه إذا تمنى؟ أم ليس له غير الحق، وإن لم يكن يشأه. {فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى ٢٥}، يقول: لله الأمور كلها أمور الآخرة والأولى، والأولى فهي: الدنيا، فأخبر سبحانه أنه لا يمنع أحدا ما يتمنا، ولا يصح في يده شيء من ذلك أصلا، وأن الأمر كله لله الواحد الأعلى.

  {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا}، فقال: هذا نفي من الله لما تروي الحشوية والإمامية من الشفاعات لأهل المعاصي، فأخبر سبحانه بما أخبر من كثرة الملائكة في السماوات، وأنهم لا تغني شفاعتهم لأحد من خلق الله لو شفعوا، {إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ٢٦} يقول: إنهم لو شفعوا