ومن سورة الرحمن
  وأرجلهم، حتى تلقيهم في جهنم وبئس المصير، {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ٤٣ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ٤٤} معنى {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ٤٤} هو: يعذبون بها وبالحميم، والآن فهو: الشديد الحمو الحار جدا، الذي قد انتهى وبلغ في الحرارة كل مبلغ.
  ٣٣٥ - وسالته عن قول الله سبحانه: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ٥٦}؟
  فقال: {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} هن: غوآض الطرف عن غير أزواجهن، عفة وطهارة وكرما، {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ٥٦}، يقول: لم يدن منهن إنس ولا جان، والجان فلا تدنوا، وإنما هذا على مجاز الكلام كما تكلم العرب، تقول: ما قال هذا القول جني ولا انسي، فقال: جني، والجن فلا نقول ذلك المقال، وإنما هذا على مجاز الكلام.
  ٣٣٦ - وسالته عن قول الله سبحانه {مُدْهَامَّتَانِ ٦٤}؟
  فقال: هما الجنتان، فهما ذواتا الأشجار والأنهار، والمدهامتان فهما: الربانياتان اللتان قد رويت أشجارهما حتى ادهامت، معنى ادهامت فهو: علاهما السواد لربها، وشدة خضرتها، {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ٦٦}، فهاتان العينان فهما: (الماء المنبثق الذي يثج من الارض ثجاجة منهما، حتى يتطاير ويخرج من ينبوعه خروجا، {نَضَّاخَتَانِ ٦٦} فهما:) اللتان ينضخ مآوهما، لكثرة خروجه منهما، حتى