تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الرحمن

صفحة 139 - الجزء 2

  ثم قال: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣}. فعنى بذلك: مَن خلق من الإنسان والجان، والمناجيان في سورة الرحمن فهما الثقلان، ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ٣٣}⁣[الرحمن: ٣٣].

  ٣٤٠ - وسألته عن قول الله سبحانه: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ٥}⁣[الرحمن: ٥]؟

  فقال: معنى الحسبان فهو: بحساب وعدد ومعنى بحساب وعدد فهو: للحساب والعدد، يقول سبحانه: خلقنا الشمس والقمر، وجعلناهما يُعرف بهما وبسيرهما عدد الشهور، والأيام والسنين والدهور والأزمان.

  ٣٤١ - وسألته عن قول الله سبحانه: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ٣١ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٢}⁣[الرحمن: ٣١ - ٣٢]؟

  فقال: معنى {سَنَفْرُغُ لَكُمْ} هو سنفرغ من إفناء مدة الأجل الذي جعلناه إجلا لأ مهالكم وتأخيركم، فإذا أفنينا هذه المدة وفرغنا منها، أتى كلا ما قد أوعدناه عند فناء مدته وقضاء مهلته وإمهاله، من موت أو حلول نقم، فهذا معنى {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}