ومن سورة الصف
  عباده يوم الدين، والحمد لله العدل في كل أفعاله، المتفضل بالاعذار والانذار إلى خلقه، مُعينُ المطيعين، ومذل الفاسقين، المصدق بقوله لقول الموحدين الشاهد لهم في ذلك بالحق واليقين، المكذب للفسقة المبطلين، من المشبهة المجبرين.
  قيل له إنما أراد الواحد الأحد، المتقدس الفرد الصمد، لما عنه. سألت من قوله، الدلالة على فضل الجهاد، والقيام بالحق في الخلق والبلاد، فدلهم بما قال وبما ضرب لهم من التجارة في الأمثال، على أنه لا شيء عنده يعدل الجهاد، من جميع ما افترض على العباد فنبههم للخطر والفضل المبين، وأخبر أنه أعظم وأجزل ما يلقونه يوم الدين.
  وكيف لا يكون - يا بني - ما ذكر الله من الجهاد كذلك؟! ولا تكون تجارة عند الله سبحانه للعباد من العذاب والمهالك؟! وبه تقوم أحكام رب العالمين، وتحيى دين خاتم النبيين، ويعز المؤمنون، ويذل الفاسقون، وتشبع الأكباد الجايعة، وترفع الرقاب الخاضعة، وتظهر حجج الحق الدامغة، وتموت البدع السابغة وتعلو وتطهر الخيرات، وتماط وتنفى الفاحشات، ويُعمل في كل