ومن سورة المنافقون
  لعبدالله بن أبي سلول، وكان مؤمنا مخلصا، فقال: يا رسول الله إن كنت عزمت على قتله فمرني أنا فآتيك برأسه، فوالذي بعثك بالحق نبيئا ما قولي هذا لشك فيك، ولا معارضة لك في شيء تراه، غير أني أخاف أن تأمر به غيري فيقتله، فيقع في قلبي خشونة على قاتله، فينقض ذلك علي من إسلامي، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله: بل نهبه لك، بل نهبه لك»، ثم وهبه له.
  فيروى أن العسكر لما وردوا المدينة أحذ ابن عبدالله السيف ثم أتى إلى أبيه به مسلولا، ثم قال: والذي بعث محمدا بالحق لتقولن إن رسول الله الأعز وأنت الأذل، أو لأضربن رأسك بالسيف، فلما رآه مزمعا على قتله إن لم يقل ما أمره به، قالها صاغرا داخرا مكرها، فلما أن بلغ عبدالله بن أبي سلول أن رسول الله قد علم بقوله أتى إليه في جماعة من المنافقين، فحلف له بالله مجتهدا جاهدا إن كنت قلت: ما بلغك