تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة آل عمران

صفحة 165 - الجزء 1

  ٣٨ - وسألت عن قول الله سبحانه فيما حكي عن المؤمنين من عبيده القائلين: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}⁣[آل عمران: ٨] فقلت: كيف يزيغ قلب من هداه الله، وكيف جاز لهم أن يظنوه بالله سبحانه؟

  فهذا دعاء منهم بالتثبيت لهم، بالمعونة والتوفيق والتسديد والإرشاد، يقولون: ربنا زدنا هداً إلى هدانا، ومعونة إلى قوتنا، ولا تتركنا من رحمتك فنهلك، وتزيغ قلوبنا بعد ما نحن عليه من اجتهادنا، في طاعتك، وإتباعنا لمرضاتك، لا أنهم يتوهمون على ربهم، أو يظنون بخالقهم ظلما لهم، أو إزاغة عن رشدهم، أو إدخالا لهم في تقصير إن كان منهم.

  ٣٩ - وعن قول الله سبحانه فيما يحكي عن من قال: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}⁣[آل عمران: ٢٤]؟

  فقال: نزلت في اليهود، كانوا يقولون: إن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وأن الله يعذب أهل النار بدل كل ألف سنة يوماً واحداً، فذلك سبعة أيام، ثم ينقضي عذاب جهنم، فأنزل الله أكذابهم في ذلك وزور قولهم عنهم.