تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة التحريم

صفحة 222 - الجزء 2

  طَلَّقَكُنَّ} ومعنى {طَلَّقَكُنَّ} فهو: فارقكن، ومعنى فارقكن فهو: أخرجكن من حباله وترككن.

  {أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا} يريد: أن يجعل بدلكن له أزواجا، ومعنى {أَزْوَاجًا} فهو: زوجات ونساء، {خَيْرًا مِنْكُنَّ} ومعنى {خَيْرًا مِنْكُنَّ} فهو: أفضل منكن، يأمن إفشاء عليه سره من أزواجه، وأظهر عليه أمره من نسائه. {مُسْلِمَاتٍ} فمعناها: مستسلمات إلى الله، ومعنى مستسلمات فهو: مسلمات أنفسهن إلى الله، ومعنى مسلمات أنفسهن إلى الله فهو: مفرغات أنفسهن في طاعة الله غير مشتغلات بشيء سواء مرضات الله. {مُؤْمِنَاتٍ} فمعناها: مؤمنات لأنفسهم بصالح أعمالهن من عذاب ربهم.

  {قَانِتَاتٍ} فالقانتات، فهن: الداعيات المستغفرات، الذاكرات لله، المنيبات وأفضل قنوتهن ودعائهن فهو: ما يكون منهن في أدبار صلاة الصبح المفروضة عليهن، من القنوت بما فيه الدعاء من القرآن، الذي نزل من عند الواحد الرحمن.

  {تَائِبَاتٍ} معناها: راجعات إلى الله، خارجات مما كن عليه من الدين، مصدقات للرسول المبين، مقرات بالحق للمحقين.

  {عَابِدَاتٍ} فهن: المطيعات لله، المتقيات، المواضبات على طاعة الله المؤمنات.

  {سَائِحَاتٍ} فالسائحات فهن: المهاجرات إلى الله ورسوله، التاركات لأهل الكفر والجحدان، المهاجرات إلى دار الإسلام والإيمان.

  {ثَيِّبَاتٍ} فهن: اللواتي قد تزوجن وعقلن، وفهمن وكمل أدبهن، وباشرن