ومن سورة التحريم
  وتعريف، والذين كفروا، فهم: الذين أساؤا وظلموا، {لَا تَعْتَذِرُوا} ولا تحدثوا توبة، فلن يقبل لكم، ولا تبدوا من القول ما لا ينفعكم، {الْيَوْمَ} فهو: يوم القيامة.
  {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٧} معنى {تُجْزَوْنَ}: تعطون وتدانون، فأخبر سبحانه أنهم لن يجازوا إلا بفعلهم، ولن ينالهم عذاب إلا بعملهم، وذلك قوله: {مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٧} يقول: جزاء ما كنتم تعملون.
  ثم ذكر سبحانه حال المؤمنين، وأمرهم بما أمرهم به من كان قبلهم من المتقين، فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}، معنى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ} فهو: أمرٌ من الله للمؤمنين، يريد يآ أيها الذين، ومعنى {الَّذِينَ آمَنُوا} فهم: الذين اتقوا وأحسنوا إلى أنفسهم، حتى أمنوا عقاب ربهم، {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ} معنى {تُوبُوا} أي: أخلصوا التوبة إلى الله، والعمل الصالح لله، {تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} يقول: أخلصوا لها إخلاصا، {نَصُوحًا}، ومعنى {نَصُوحًا} فهو: خالصا ثابتا، يقول: أخلصوا له.
  {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} معنى {عَسَى} فهو: إيجاب من الله لمن تاب توبة نصوحا أن يقبل منه توبتة، ويكفر عنه سيئاته، وهي كلمة تشبه الشك، وهي كلمة تستعملها العرب في إيجابها للشيء، وتصحيحها له، {أَنْ يُكَفِّرَ} معنى {يُكَفِّرَ} فهو: يغفر ويهب، ويصفح عن سيئاتكم، والسيئات فهي: الخطايا الموبقات.
  {وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} يقول: إذا كفر عنكم سيئاتكم