تفسيرسورة القلم
  {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ٢٠}، يقول: أصبحت في ذهاب ما فيها، وبواد ثمرها، لما نزل بها، من طآئف ربها {كَالصَّرِيمِ ٢٠} والصريم فهو: كالشيء الذي قد صرم فذهب من أرضه وخلت الأرض من بعده.
  {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ٢١}، معنى {فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ٢١} أي: تصايحوا وتداعوا عندما أصبحوا، وجآء وقتهم الذي فيه اتعدوا. {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ٢٢}، فتصايحوا وتداعوا بهذا اللفظ، {اغْدُوا} أي: أنهضوا في غداتكم، وأذهبوا إلى حرثكم فاصرموا، والحرث فهو: الموضع الذي يكون فيه الزرع، {إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ ٢٢} أي: إن كنتم لزرعكم قاطعين.
  {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ٢٣}، يقول معناها: فانطلقوا أي: مضوا، وذهبوا وساروا ونهضوا، {وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ٢٣} يقول: وهم يتشاورون، ويُغبون كلامهم ويتناجون، ويخفون عن غيرهم ما يقولون، {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ ٢٤}، يقول: ويتناهون عن إطعام المسكين، لا يقربنهم ظَنَّا منهم بما في جنتهم من ثمرهم، قوله: {أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا} يقول: لا يقربنها ولا يدخلن عليكم فيها مسكين، والمسكين فهو: السائل لهم، الطالب ما عندهم.
  أَن لاَّ يَدخُلَنَّهَا {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ ٢٥}، معنى {وَغَدَوْا} أي: خرجوا وبكروا، {عَلَى حَرْدٍ} فالحرد هو: القطع، يقول: على قطع الثمر، {قَادِرِينَ ٢٥} معناها: مقتدرين.
  {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ٢٦ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ٢٧}، معنى