تفسير سورة الحاقة
  فقال: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ٣٠ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ٣٢}، معنى {خُذُوهُ} فهو: أمر من الله للزبانية بأخذه، والأخذ له فهو: البطش به والقبض عليه، {فَغُلُّوهُ ٣٠} معناها: واثقوا يده إلى رقبته، {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١} فالجحيم هي: النار، {صَلُّوهُ ٣١} فمعناها: أصلوه، ومعنى أصلوه فهو: حرقوه وأنضجوه، وعذبوه وأحرقوه، {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ٣٢} والسلسلة فهي: سلسلة من حديد {ذَرْعُهَا} يعني: طولها، {سَبْعُونَ ذِرَاعًا} فهو: الذراع المعروف، بالطول الموصوف، {فَاسْلُكُوهُ ٣٢} معناها: في السلسلة فاجعلوه، ومعنى جعله في السلسلة فهو: معنى جعل السلسلة في رقبته، وقد قيل: إنها تنفذ من ظهورهم إلى صدورهم حتى يُنظموا فيها نظما نظما، وقد قيل بغير ذلك، وأصح ذلك عندنا جعلها في أعناقهم؛ لأن الله سبحانه قد ذكر ذلك فقال: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ٧١}[غافر: ٧].
  قوله: {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ٣٣}، يقول: إنه كان لا يصدق بأمر الله، ولا يقر بوحدانية الله، ولا يتعبد الله بما أمره، {الْعَظِيمِ ٣٣} فهو: الجليل النافذ الإرادة، ماضي المشيئه، الذي {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى: ١١].