تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

تفسير سورة (المعارج)

صفحة 299 - الجزء 2

تفسير سورة (المعارج)

  

  قول الله ø: {سَأَلَ سَائِلٌ}، فمعنى {سَأَلَ سَائِلٌ} فهو: إخبار من الله بما سأل من العذاب، ومعنى يسيل فهو: يأتي وينهال، ويكر في كل الأحوال، والسائل هاهنا فهو: الأتي من أمر الله وحكمه بالعذاب على أعدائه، يريد {سَأَلَ سَائِلٌ} أي: أتى أت نازل من عذاب الله الواقع بالكافرين، ومعنى {وَاقِعٍ ١ لِلْكَافِرِينَ}، فهو: واقع بالكافرين، فقامت اللام مقام الباء، لأنهما من حروف الصفات، وحروف الصفات يخلف بعضها بعضا.

  {لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ٢}، يريد: ليس لهذا العذاب النازل بالكافرين دافع، ومعنى {دَافِعٌ ٢} أي: مانع ولا حاجز له عنهم، ولا صارف عن الوقوع.

  ثم أخبر سبحانه أنه من الله فقال: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ٣}، يريد: أن هذا العذاب الواقع بالكافرين فهو: من الله ذي المعارج، والمعارج فهي: المصاعد، والمصاعد فهي: المسالك، والمسالك هي: الطرق التي يسلكها الملائكة من السماء إلى الأرض، ومن السماوات بعضن إلى بعض.

  {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ٤}، ومعنى {تَعْرُجُ} فهو: تسلك وتمضي، وتذهب وتأتي، {الْمَلَائِكَةُ} فهم: ملائكة الله المطهرون، {وَالرُّوحُ} فهو: جبريل الأمين، عليه صلوات رب العالمين، ومعنى {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ٤} يقول: الملآئكة تعرج