ومن سورة نوح
ومن سورة نوح
  الحمدالله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته الطيبين وسلم تسليما، قال يحيى بن الحسين:).
  قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا}، أي: نحن أرسلنا نوحا، وهو إخبار من الله ø بأنه أرسل نوحا {إِلَى قَوْمِهِ} وقومه فهم: عشيرته وأهل بلده.
  {أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ١}، معنى {أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ} فهو: إخبار من الله أيضا عما أمر به نبيئه ÷ من إنذار قومه، والانذار فهو: التحذير والاخبار، والتخويف بوعيد الله والانذار، {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ} يقول: أنذرهم وقوع العذاب قبل أتيانه لهم، وهجومه عليهم، وأخبرهم أنهم أن تابوا صرف عنهم، وأن أقاموا على المعاصي واقعهم، والأليم فهو: الشديد الذي نزل بهم من الغرق، وشدة العذاب والرهق.
  {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ٢}، فهذا قول نوح صلى الله عليه لقومه، فأخبر الله سبحانه بتبليغ نوح # ما أمر به من الرسالة من الاعذار إليهم والانذار، والنذير فهو: المبلغ المحذر لأمر قبل أن يقع، فكان نوح صلى الله عليه نذيرا من الله لقومه محذرا لهم ما واقع من كان قبلهم من القرون الماضيين من عذاب