ومن سورة نوح
  ومعنى {عَلَى الْأَرْضِ} فهو: في الأرض، والكافرون فهم: العاصون الفجرة المكذبون، {دَيَّارًا ٢٦} فهو: أحد يدور؛ لأن ديارا مشتقة من يدور، ومعنى يدور فهو: يجول في الأرض ويجوب، وسواء قيل: ديارا، أو دوارا؛ لأن العرب تقيم الياء مقام الواو، والواو مقام الياء في كلامها وأشعارها.
  قوله: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ٢٧}، هذا قول من نوح # يقول: إنك يارب إن تذرهم ولا تأخذهم، يضلوا عبادك الذي يقدرون عليهم، وينالون إضلالهم، ومعنى {يُضِلُّوا} أي: يهلكوا ويغووا ويفسدوا ويكفروا من قدروا عليه من جهلة العباد، حتى يفسدوا بذلك البلاد، {وَلَا يَلِدُوا} ويقول: لا يخرج من أصلابهم إلا ولد يتبعهم في كفرهم، ويساعفهم في تكذيبهم، ويتبعهم في دينهم، فيكون بفعله ذلك فاجرا، كفارا فاسقا غادرا.
  ثم دعا صلى الله عليه لنفسه ولوالديه ولمن دخل بيته مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات، فقال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}، ومعنى {دَخَلَ بَيْتِيَ} فهو: دخل إلي بيتي، ودخل في ديني مؤمنا مصححا، فكان بذلك مني ومن أهل ملتي،. ألا تسمع كيف يقول: {مُؤْمِنًا} يريد أي: دخل إلي بقلب مؤمن، ونية صادقة، والمؤمنون فهم: المطيعون الذين قد أمنوا أنفسهم بطاعة ربهم، من وقوع عذابه عليهم، وكذلك معنى {الْمُؤْمِنَاتِ}.
  ثم قال صلى الله عليه تكريرا للدعاء على الفاسقين، وتقربا بذلك إلى رب