ومن سورة المائدة
ومن سورة المائدة
  ٥٢ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}[المائدة: ٤٨] فقلت: ما الشرعة وما المنهاج، وما الجعل فالشرعة؟
  هي: الفرائض المفروضات، والأحكام المجعولات، المأمورالخلق بفعلهن، والمحكوم عليهم بأداء فرضهن، والمنهاج فهو: الطريق الواضح الدآل على ما ذكرنا من الشرعة، الناطقة بها السنة المتبعة، والجعل فلا يكون إلا فعلا لله تبارك وتعالى.
  من ذلك ما جعل من الليل والنهار، وذلك قوله: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ}[الإسراء: ١٢] وقوله: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا}[الأنبياء: ٣٢] يريد: جعلنا وفعلنا، وقدرنا ورفعنا، وقد يكون الجعل من الله، على طريق الفرض والحكم، مثل قوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[الحج: ٧٨] يريد: ما حكم عليكم في دينكم بضيق من أمركم، ولا كلفكم إلا دون طاقتكم.
  ٥٣ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ}[المائدة: ١٠٣]؟
  فالبحيرة: هي الناقة تنتج خمسة أبطن، فإن نتجت في الخامس سقبا، أهدوه للقوام على آلهتهم من الأصنام، وإن نتجت قلوصا استحيوها وخلَّوا عن أمها،