تفسير سورة الإنسان
  أي: لا نريد منكم عطاء على ذلك ولا شكورا، أي: لا حمدا ةلا ثناء {وَلَا شُكُورًا ٩} إنا إنما فعلنا ذلك لأنفسنا ولم نفعله لكم.
  {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ١٠} معنى {إِنَّا} أي: نحن، {نَخَافُ} أي: نتقي، {يَوْمًا عَبُوسًا} والعبوس فهو: الشديد المعبس لوجوه الناس لشدته، والقمطرير فهو: المتضاعف الشدة، الصعب الأمر، الذي ليس بعد شدته شدة، المتراكبة شدته شيئا فوق شيء.
  فأخبر الله أنه قد وقاهم شرما يخافون من ذلك اليوم، فقال: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ}، ومعنى {فَوَقَاهُمُ} فهو: صرف عنهم هوله، وكفاهم شره، والشر فهو: بلاؤه وعذابه، و {ذَلِكَ الْيَوْمِ} فهو: يوم الفصل والحشر، {وَلَقَّاهُمْ} أي: أعطاهم وأنالهم {نَضْرَةً}، ومعنى أعطائه إياهم لها فهو: القاؤها عليهم، وجعلها في وجوههم، والنضرة فهي: البهجة، وحسن الحال في الرؤية، وظهور النعمة، {وَسُرُورًا ١١} فهو: بالبشارة التي يلقيها إليهم، والسرور الذي يُنعم به سبحانه عليهم، حتى يتمكن السرور بذلك في صدورهم، كما يمكن النضرة في وجوههم، بما يأمنون من عقابه، وما يرجون من ثوابه.
  {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ١٢} يقول سبحانه: أعطاهم ثوابا على صبرهم على محن ربهم، وما نالهم فيه من البلاء من أعدائه، {جَنَّةً وَحَرِيرًا ١٢}، والجنة في مساكن الآخرة التي أعدها الله للمتقين، فيها لذة أنفسهم، وشهوات قلوبهم، {وَحَرِيرًا ١٢} فهو: الحرير الملبوس المعروف، غير أن لحرير الآخرة فضلا.
  {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ} والإتكاء فهو: ضرب من الإضطجاع، وهو ما كان من الإتكاء على جانب، والإتكاء، فهو: الميلان يمينا ويسارا، ومعنى {فِيهَا}