تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

تفسير سورة الإنسان

صفحة 400 - الجزء 2

  فهو: العنودعن الحق، والكفور فهو الكافر بربه، الراكب لكبائر معاصي خالقه.

  والطاعة التي نهى الله رسوله عنها في هذا الموضع فهو: الإتقاء والمخافة لوعيدهم، فقال سبحانه: لا تخف شيئا من وعيدهم وإبراقهم وإرعادهم عليك، فتقف بذلك عن شيء مما يكرهون من إقامة حدود دينك والإعلان بها، وقد ذُكر أن معنى هذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام لعنه الله، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله كان يغدو كل يوم فيصلي عند الكعبة، فقال أبو جهل: والله لئن لم يدع محمد هذا الذي هوعليه من الصلوات بين أيدينا لأرضخن رأسه بصخرة إذا سجد، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله فأنزل الله عليه ما يثبته به، فقال: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ}، أي: لا تهب وعيدهم فتترك ما فيه غمهم، فيكون ذلك شبه الطاعة، فلم يبال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله بوعيده، وغدا لصلاته كما كان يفعل، فأخذ أبو جهل صخرا كبيرا، ثم أتى به من وراء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله يمشي حتى إذا قاربه رمى بالحجر من يده في الأرض ورجع هاربا مخلوعا، فقيل له في ذلك، فقال: إني لما دنوت منه حمل علي جمل لم أر أكبر منه من الجمال، ولا أعظم رقبة، ولا أكبر أنيابا، فاتحا فاه يريد أن يأكلني، فرميت بالحجروهربت منه، وتالله لو وقفت لازدردني.

  ثم أمره سبحانه بالمضي على ما كان عليه من ذكر ربه في صلاته، على رؤوسهم صاغرين داخرين، فقال: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٢٥} والذكر لاسم