تفسير سورة النبأ
صفحة 434
- الجزء 2
  بقوله: {كَانَتْ مِرْصَادًا ٢١} أي: كانت مكانا وموئلا، لا بد للطاغين منه، ولا متصرف لهم عنه.
  ألا تسمع كيف بين ذلك سبحانه بقوله: {لِلطَّاغِينَ مَآبًا ٢٢}، أي: للعاتين الجبارين المكذبين معادا، وموئلا ومكانا ومقرا، يأوون فيه، ويصيرون إليه، والأوب فهو: الرجوع، والمآب فهو: المكان الذي يصار فيه، ويرجع إليه.
  {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ٢٣} فاللابث هو: المقيم، ومعنى {لَابِثِينَ} فهو: مقيمون، الأحقاب فهو: الدهور الدائمة، وقد قيل: إن واحد الأحقاب حقب، وإن الحقب ثمانون سنة، فإن يكن ذلك كذلك، فهي أحقاب متوالية متواترة متصلة، لا آخر لها ولا انقطاع، ولا فرغ لمدتها ولا فناء؛ لأن الله سبحانه ذكرها أحقابا، ولم يذكر لها غاية ولا مدى، فدل ذلك على أنها أبدا دائما سرمدا.