ومن سورة الأعراف
  وشبهه أشر منها وأردى، وآفك عن الحقيقة وأبلى، فنعوذ بالله من الحيرة والعمى، والهلكة باتباع الهوى.
  قال أبو القاسم الإمام المرتضى لدين الله محمد بن يحيى.
  ٧٢ - سألت أبي الهادي إلى الحق ª ورحمته عن قول الله {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ}[الأعراف: ١٧٢]؟
  فقال: يعني سبحانه أنه أخذ على آدم صلى الله عليه وآله وعلى ذريته العهد، بما ذكر عن المعرفة والإقرار بربوبيته، والتوحيد له والقول بالحق فيه، وألزمه وإياهم الإقرار بذلك، فكان ذلك عهدا أخذه من آدم في عصره، وحينه عقداً باقيا، وفرضا على ذريته لازما لهم، إلى يوم الدين، وحشر العالمين، فلما أن كان سبحانه قد أخذ العهد على آدم بذلك، وجعله فرضا ثابتاً على ذريته، لا يتغير حاله، ولا يزول فرضه، وإيجابه له على الخلائق أبدا، وكان ذلك عهدا عقده الله ø على آدم وذريته إلى يوم الدين، جاز أن يقول {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} ومعنى {مِنْ ظُهُورِهِمْ} يقول: من نسولهم وعقبهم، نسلا فنسلا، وعقبا بعد عقب.