ومن سورة الأعراف
  وأما قوله {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} فهو بما جعل وركب من العقول لهم فكانت تشهد لمن أنصفها بأثر الصنع فيها لخالقها وتدل بذلك على الله صاحبها، فهذا معنى قوله سبحانه: {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} وقد يكون الإشهاد يخرج على معنى الشهادة منهم على أنفسهم والإقرار بما أخذ سبحانه من العهود عليهم وكل ذلك حسن معناه جائز لمن احتذاه فافهم هديت ما عنه سألت نسأل الله لنا ولكم التوفيق والتسديد.
  ٧٣ - و [سئل] عن قول الله تبارك وتعالى: {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}[الأعراف: ١٩٠]؟
  فقال: إن آدم وحواء صلى الله عليهما لما أن أسكنهما الله الجنة التي ذكر في كتابه، نظر آدم صلى الله عليه إلى خلقه ونظر إلى خلق حواء @، فقال: لئن آتيتنا ولدا على مثل خلق آدم لنجلسه لعبادتك وطاعتك، فلما أن رزقهما الله تبارك وتعالى ولدا ذكرا، وشب ذلك الغلام وكبر، لم يستغن عنه أبوه في معونته، في حرثه وزرعه وجميع مرافقه، فاستخدمه يوما، وخلاه لعبادة ربه يوما، فكان على ذلك فعله، فأنزل الله