[المبتدأ والخبر]
[خبر إنَّ]
  (خبر إن) أي: ومن جملة المرفوعات خبر إن (وأخواتها) أنَّ وكأن ولكن وليت ولعل وتسمى المشبهة بالفعل (هو المسند) يعم كل مسند كخبر المبتدأ وكان وغيرها فقال: (بعد دخول هذه الحروف(١)) خرج ما عدا خبرها (مثل إن زيداً قائم) وعلمت أن زيداً في الدار، وكأن زيداً أسدٌ، وكذلك سائرها.
  ووجه شبهها(٢) بالفعل من حيث [كون] أنّ المفتوحة على وزن ضَرَبَ ثلاثة أحرف مفتوحة كلها، وحمل عليها سائر أخواتها فعملت العمل الفرعي من الفعل، وهو الذي يتقدم منصوبه(٣) على مرفوعه، ولم تعمل العمل الأصلي، وهو أن الأصل في الفاعل أن يلي فعله، وذلك لئلا يستوي المشبه والمشبه به (وأمره(٤)) أي: أمر خبر إن وأخواتها (كأمر خبر المبتدأ) في أقسامه من وقوعه مفرداً نحو: «إن زيداً قائم» وجملة نحو: «إن زيداً أبوه قائم» ونكرة كما ذكرنا، ومعرفة نحو: «إن زيداً القائم» وفي أحكامه من وقوعه متحداً كما ذكرنا ومتعدداً نحو: «إن الله غفور رحيم» ومثبتاً كما ذكرنا ومحذوفاً كقول الشاعر:
(١) هذا فيه نظر؛ لأنك تقول: إن زيداً القائم أبوه قاعدٌ فقوله: القائم مسند إلى قوله: أبوه بعد دخول إن فكان عليه أن يقول: الذي كان خبراً في الأصل بعد دخول هذه الحروف. (نجم الدين).
(٢) أما لفظاً فلانقسامها كالفعل الثلاثي والرباعي والخماسي ولبنائها على الفتح مثله، وأما معنى فلأن معانيها معاني الأفعال مثل: أكدت وشبهت واستدركت وتمنيت وترجيت. (جامي).
(٣) فشبه منصوبها بالمفعول به.
(٤) أي: أمره وشأنه، والمراد أمره كأمره بعد أن صح كونه خبراً لوجود شرائطه وانتفاء موانعه، ولا يلزم من ذلك أن كل ما يصح أن يكون خبراً للمبتدأ يصح أن يكون خبراً لباب إن (حتى يرد أنه لا يجوز أن يقال: «أين زيد؟، ومن أبوك؟» ولا يجوز أن يقال: «إن أين زيد، وإن من أبوك؟» لاستحقاقهما الصدر). (جامي).