مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 178 - الجزء 1

  تقديم خبرها على اسمها المنصوب⁣(⁣١) أشبهت⁣(⁣٢) الفعل الذي يعمل العمل الأصلي (إلا) في بعض الحالات وهي (إذا كان) خبرها (ظرفاً⁣(⁣٣))، أو جاراً ومجروراً، نحو: «إن عندك زيداً، وإن في الدار زيداً» قال الله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ٢٥ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ٢٦}⁣[الغاشية]، والعلة في جواز ذلك أنهم اتسعوا في الظروف ما لم يتسعوا في غيرها فأجازوا تقديمه⁣(⁣٤) على عامله المعنوي⁣(⁣٥) كما سيأتي فكذا هنا.


(١) في (أ) بلفظ: تقديم الخبر على الاسم المنتصب.

(٢) صوابه لساوت؛ لأن الشبه حاصل.

(٣) وتقديمه مع تعريف الاسم جوازاً ومع تنكيره وجوباً نحو قوله ÷: «إن من البيان لسحراً وإن من الشعر لحكمة». (جامي). هذا إذا كان اسم (إن) ظاهراً، وأما إذا كان ضميراً فلا يجوز التقديم مطلقاً نحو: «إن في الدار إياك» بل يجب اتصال الضمير بعامله لإمكانه نحو: «إنك في الدار» وقد ذكر ذلك في المضمرات.

(٤) لكثرة وقوعه في كلامهم، وقوة حاجة غير الظروف إليها؛ لأنها أوعية لجميع الأشياء فهي كالمحارم يدخلون فتدخل حيث لا يدخل الأجنبي لشدة الحاجة إليها، وأجري الجار والمجرور مجراه لمناسبة بينهما؛ إذ كل ظرف في التقدير جار ومجرور، والجار محتاج إلى الفعل أو معناه كاحتياج الظرف. (نجم الدين).

(٥) وذلك نحو: «أَكُلَّ يوم لك ثوب جديد» وعلى المنفي بما في قول بعض الصحابة «نحن عن فضلك ما استغنينا» دون غيره. (خبيصي).

(*) والعامل المعنوي هو: كلُّ جامد ضُمِّن معنى المشتق كـ «ليت» و «لعل» ونحو: ما شأنك وحرف النداء وأسماء الإشارة وحرف التشبيه والتنبيه، والمنسوب نحو: تميمي ونحو: مثلك وكذلك الظرف والجار والمجرور. (شرح رضي وحواشيه).