[المنصوبات]
  وقول الآخر:
  ٨٩ - ألا يا اسلمي يا دار مَيَّ على البِلَى ... ولا زال منهَلّاً بجرعائك القطر(١)
  وذلك كثير.
= الشاهد فيه: قوله: (يا بؤس للحرب) حيث حذف المنادى وفي البيت شاهد آخر وهو «يا بؤس للحرب» والأصل: يا بؤس الحرب حيث أقحمت اللام بين المتضايفين تقوية للاختصاص.
(١) البيت لذي الرمة غيلان بن عقبة، وهو من بحر الطويل.
اللغة: «البِلى» بكسر الباء وفتح اللام من بلي الثوب كـ «رضي» يبلى بلى وبلاء أي: خلق ورثَّ. «منهلاً» اسم فاعل من قولك: انهل المطر، إذا انسكب وانصب. «جرعائك» بفتح الجيم وسكون الراء - رملة مستوية لا تنبت شيئاً. «القطر» المطر، وهو اسم جنس جمعي لقطرة.
المعنى: يدعو لدار حبيبته «ميَّةَ» بأن تسلم من طوارق الحدثان، وبأن يدوم نزول المطر بساحتها؛ لأن في المطر حياة الأرض والنبات، ويقصد أن تظل عامرة آهلة بأهلها.
الإعراب: (ألا) أداة استفتاح وتنبيه (يا) حرف نداء، والمنادى محذوف، والتقدير: يا هذه أو «يا دار مية»، (اسلمي) فعل أمر مبني على حذف النون والمقصود منه الدعاء، وياء المؤنثة المخاطبة فاعل (يا) حرف نداء (دار) منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ودار مضاف ومي مضاف إليه (على البلى) جار ومجرور متعلق بـ «اسلمي». (ولا) الواو عاطفة ولا حرف دعاء (زال) فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر (منهلاً) خبر زال مقدم (بجرعائك) الباء حرف جر وجرعاء اسم مجرور بالكسرة وجرعاء مضاف وكاف المخاطبة مضاف إليه والجار والمجرور متعلق بقوله منهلاً وذلك لأنه وصف مشتق كالفعل يتعلق به الظرف وشبهه (القطر) اسم زال مؤخر.
الشاهد فيه: قوله: «ألا يا اسلمي» حيث حذف المنادى قبل فعل الأمر فاتصل حرف النداء بالفعل لفظاً، وهو داخل على المنادى المحذوف تقديراً.